كان يوم السبت 15 نوفمبر 1952 يوماً خالداً من أعز أيام الشعب القبطى البورسعيدى
إذ اُحتفل فيه بتدشين كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس . فما وافى عصر ذلك اليوم المبارك حتى بدأت مظاهر الفرح والابتهاج وأقبل الآلاف من المواطنين أقباط ومسلمين حيث تجلى الاتحاد وبأروع مظاهره . وفى الساعة الخامسة بدأت أجراس جميع كنائس الثغر تقرع اجراسها بتحرك الموكب برئاسة صاحب النيافة الأنبا متاؤس يلحق به رجال الاكليروس من مختلف الطوائف وكبار الأعيان ورؤساء وأعضاء الهيئات وبين مظاهر الابتهاج خرج الموكب من كنيسة السيدة العذراء وسار فى الطليعة شمامسة النهضة يرتلون الألحان الكنسية فى روعه وجلال كما أقبلت جموع السيدات على شُرفات المنازل المطلة وأخذت تردد الزغاريد إظهاراً للشعور النبيل فى الابتهاج بهذا الاحتفال العظيم
وقد اصطف على جانبى الطريق رجال البوليس حتى وصل الموكب إلى الكاتدرائية وقام نيافة المطران بافتتاحها حيث أقيمت الصلاة باحتفال مهيب ، مازال الجميع يذكرون روعته ودقة نظامه وما تجلى فيه من إخلاص تام وعقيدة راسخة فى نفوس الأقباط وما يكنونه لكنيستهم العتيدة من محبة وتفان وكانت من أسعد الأوقات اهتزت فيها أوتار قلوب آلاف الحاضرين فرحاً وسروراً وامتلأت نفوسهم استبشاراً وفاضت ألسنتهم بالابتهال للمولى جل جلاله أن يجعله تدشيناً مقروناً باليمن مبشراً بأسعد الثمرات عائداً على الأمة باغزر النعم ووافر البركات.” كتاب تاريخ ايبارشية بورسعيد للقمص شنودة فتحي.
